طريق النجاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى لجميع الاصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مساومات وتنازلات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد العظيم
المدير العام
المدير العام
عبد العظيم


ذكر
عدد المساهمات : 420
نقاط : 6564261
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 26/08/1986
تاريخ التسجيل : 04/06/2012
العمر : 37

مساومات وتنازلات Empty
مُساهمةموضوع: مساومات وتنازلات   مساومات وتنازلات Icon_minitimeالخميس يونيو 28, 2012 2:38 pm

ولما فشلت قريش في مفاوضتهم المبنية على الإغراء
والترغيب، والتهديد والترهيب، وخاب أبو جهل فيما أبداه من الرعونة وقصد
الفتك، تيقظت فيهم رغبة الوصول إلى حل حصيف ينقذهم عما هم فيه، ولم يكونوا
يجزمون أن النبي صلى الله عليه وسلم على باطل، بل كانوا ـ كما قال الله
تعالى ‏{‏لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ‏}‏
‏[‏الشورى‏:‏14‏]‏‏.‏ فرأوا أن يساوموه صلى الله عليه وسلم في أمور الدين،
ويلتقوا به في منتصف الطريق، فيتركوا بعض ما هم عليه، ويطالبوا النبي صلى
الله عليه وسلم بترك بعض ما هو عليه، وظنوا أنهم بهذا الطريق سيصيبون
الحق، إن كان ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم حقًا‏.‏
روى ابن إسحاق بسنده، قال‏:‏ اعترض رسول الله صلى
الله عليه وسلم ـ وهو يطوف بالكعبة ـ الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى
والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمى ـ وكانوا ذوى
أسنان في قومهم ـ فقالوا‏:‏ يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد،
فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا
بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل
الله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ‏}‏ السورة كلها‏.‏
وأخرج عَبْدُ بن حُمَـيْد وغيره عن ابن عباس أن قريشًا قالت‏:‏ لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك‏.‏ فأنزل الله‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ‏}‏
السورة كلها وأخرج ابن جرير وغيره عنه أن قريشًا قالوا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم‏:‏ تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة،فأنزل الله‏:‏‏{‏قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏64‏]‏
ولما حسم الله تعالى هذه المفاوضة المضحكة بهذه
المفاصلة الجازمة لم تيأس قريش كل اليأس، بل أبدوا مزيدًا من التنازل بشرط
أن يجرى النبي صلى الله عليه وسلم بعض التعديل فيما جاء به من التعليمات،
فقالوا‏:‏ ‏{‏ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ‏}‏، فقطع الله هذا السبيل أيضًا بإنزال ما يرد به النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فقال‏:‏ ‏{‏قُلْ
مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ
إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ
يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏15‏]‏ ونبه على عظم خطورة هذا العمل بقوله‏:‏‏{‏
وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ
أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً
إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ
تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏73‏:‏ 75‏]‏‏.‏
حيرة قريش وتفكيرهم الجاد واتصالهم باليهود
أظلمت أمام المشركين السبل بعد فشلهم في هذه
المفاوضات والمساومات والتنازلات، واحتاروا فيما يفعلون، حتى قام أحد
شياطينهم‏:‏ النضر بن الحارث، فنصحهم قائلًا‏:‏ يا معشر قريش، والله لقد
نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا أرضاكم
فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، و
جاءكم بما جاءكم به، قلتم‏:‏ ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة
ونَفْثَهم وعَقْدَهم، وقلتم‏:‏ كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا
الكهنة وتَخَالُجَهم وسمعنا سَجَعَهُم، وقلتم‏:‏ شاعر، لا والله ما هو
بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هَزَجَه ورَجَزَه، وقلتم‏:‏
مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو بخنقه، ولا
وسوسته، ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل
بكم أمر عظيم‏.‏
وكأنهم لما رأوا صموده صلى الله عليه وسلم في وجه كل
التحديات، ورفضه كل المغريات، وصلابته في كل مرحلة ـ مع ما كان يتمتع به من
الصدق والعفاف ومكارم الأخلاق ـ قويت شبهتهم في كونه رسولًا حقًا، فقرروا
أن يتصلوا باليهود حتى يتأكدوا من أمره صلى الله عليه وسلم، فلما نصحهم
النضر بن الحارث بما سبق كلفوه مع آخر أو آخرين ليذهب إلى يهود المدينة،
فأتاهم فقال أحبارهم‏:‏ سلوه عن ثلاث، فإن أخبر فهو نبى مرسل، وإلا فهو
متقول؛ سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول،ما كان أمرهم‏؟‏ فإن لهم حديثًا
عجبًا ، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه‏؟‏ وسلوه
عن الروح، ما هي‏؟‏
فلما قدم مكة قال‏:‏ جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد،
وأخبرهم بما قاله اليهود، فسألت قريش رسول صلى الله عليه وسلم عن الأمور
الثلاثة، فنزلت بعد أيام سورة الكهف، فيها قصة أولئك الفتية، وهم أصحاب
الكهف، وقصة الرجل الطواف، وهو ذو القرنين، ونزل الجواب عن الروح في سورة
الإسراء‏.‏ وتبين لقريش أنه صلى الله عليه وسلم على حق وصدق، ولكن أبي
الظالمون إلا كفورًا‏.‏
هذه نبذة خفيفة مما واجه به المشركون دعوة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وقد مارسوا كل ذلك جنبا إلى جنب، متنقلين من طور إلى
طور، ومن دور إلى دور‏.‏ فمن شدة إلى لين، ومن لين إلى شدة، ومن جدال إلى
مساومة، ومن مساومة إلى جدال، ومن تهديد إلى ترغيب، ومن ترغيب إلى تهديد،
كانوا يثورون ثم يخورون، ويجادلون ثم يجاملون، وينازلون ثم يتنازلون،
ويوعدون ثم يرغبون، كأنهم كانوا يتقدمون ويتأخرون، لا يقر لهم قرار، ولا
يعجبهم الفرار، وكان الغرض من كل ذلك هو إحباط الدعوة الإسلامية، ولَمَّ
شَعْثِ الكفر، ولكنهم بعد بذل كل الجهود واختبار كل الحيل عادوا خائبين،
ولم يبق أمامهم إلا السيف، والسيف لا يزيد الفرقة إلا شدة، ولا ينتج إلا عن
تناحر يستأصل الشأفة، فاحتاروا ماذا يفعلون‏.‏

أما أبو طالب فإنه لما واجه مطالبة قريش بتسليم النبي صلى الله عليه وسلم
لهم ليقتلوه، ثم رأي في تحركاتهم وتصرفاتهم ما يؤكد أنهم يريدون قتله
وإخفار ذمته ـ مثل ما فعله عقبة بن أبي معيط، وأبو جهل بن هشام وعمر بن
الخطاب ـ جمع بني هاشم وبني المطلب، ودعاهم إلى القيام بحفظ النبي صلى الله
عليه وسلم، فأجابوه إلى ذلك كلهم ـ مسلمهم وكافرهم ـ حَمِيَّةً للجوار
العربي، وتعاقدوا وتعاهدوا عليه عند الكعبة‏.‏ إلا ما كان من أخيه أبي لهب،
فإنه فارقهم، وكان مع قريش‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://najah.forummaroc.net
 
مساومات وتنازلات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريق النجاح :: |--*¨®¨*--|القسـم الآسلامـي |--*¨®¨*--| :: °₪ سيدنا محمد (صلى الله علية وسلم) ₪°-
انتقل الى: